تمثل شركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية، القلب النابض في الأمن الغذائي، أو بعبارة أخرى قصة عشق لا تنتهي، حتى باتت هذه الشركة بمثابة خط أحمر لدى الشعب الكويتي من أن يتم جرها إلى دهاليز الخصخصة، ولذلك يمكن القول أن هذه الشركة وعلى مدى خمسة عقود مضت منذ تأسيسها في عام 1961، أصبحت قصة عشق لا تنتهي لكل كويتي ولكل من زار الكويت ومن أقام فيها ومن لا زال يقيم.

بدايات القصة

بدأت قصة العشق لخبز المطاحن مع دخول الكويت معترك الدولة المدنية الحديثة ونشأتها مع الدستور، من خلال تأسيس الحكومة شركة مطاحن الدقيق الكويتية عام 1961، وبعدها بسنوات وتحديداً في عام 1988، تم دمج شركة مطاحن الدقيق الكويتية مع شركة المخابز الكويتية، لتكون من خلال هوية جديدة تحمل إسم شركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية، ومع الدمج بدأت الشركة مشروعاً توسعياً مذهلاً لإنتاج مختلف المواد الغذائية عبر بناء صوامع خاصة بها ومرافق لتفريغ القمح، حتى باتت منتجات الشركة تباع ليس فقط على نطاق محلي بل توسعت لبيع منتجاتها خارجياً بأكثر من دولة خليجية وعربية.

خبز المطاحن.. قصص وتحديات

إن المطلع على قصة شركة المطاحن ورغيفها، سيجد أن هذه الشركة تحمل في طياتها العديد من القصص والتحديات التي تثير الإعجاب، أبرزها على الإطلاق قصة صمود رغيف خبز المطاحن خلال فترة الغزو العراقي الغاشم، حيث استمرت الشركة في نشاطها بكل ثبات وتحدي في أحلك ظروف الغزو رغم غياب الدعم عنها، ولكن بسواعد العاملين فيها استمرت في الانتاج.

ويشهد الغزو العراقي، على صمود رغيف خبز المطاحن، ويشهد كل من عاش على أرض الكويت حينها من المواطنين والمقيمين، كيف استطاعت شركة المطاحن أن تؤمن كافة احتياجاتهم من الخبز وما يحتاجونه من المواد الغذائية وعلى رأسها “طحين المخابز”، من خلال خطة وضعتها الشركة على أيدي العديد من المتطوعين الذين عملوا بدون كلل ولا ملل رغم ظروف الغزو ونقاط التفتيش والسيطرة من الغزاة.

ولا يمكن في أي حال من الأحوال، أن يتم إغفال قصة تحدي أخرى لا تقل في مضامينها عن مضامين الغزو العراقي، وهي تحدي شركة المطاحن في كيفية التحدي مع أزمة فيروس كرونا خلال عامي 2020 و 2021، وهي الأزمة التي هزت العالم وأغلقت كل خطوط النقل والإنتاج وغاب الاستيراد والتصدير علاوة على ظروف صحية صعبة أغلقت العديد من الشركات والمؤسسات والمصانع.

وبالتالي غابت عن شركة المطاحن ما تحتاجه من مواد أولية وخطوط انتاج وآلالات وغيرها، ولكن كانت شركة المطاحن مجدداَ مع موعد جديد من التحدي نجحت فيه بكل كفاءة وإقتدار بشهادة الجميع وبشهادة المؤشرات وأرقام الانتاج، بحيث وصل أعلى معدل إنتاج خلال فترة الجائحة ووسط حظر التجول وظروف صحية صعبة إلى إنتاج الشركة لنحو 7 مليون خبزة خلال يوم واحد فقط، فحققت الشركة 6ر43 مليون دينار كويتي أرباحا صافية بنهاية السنة المالية 2021.

مشاركة عبر